وتقول: حسبك ينم الناس, لأن في قولك: حسبك, معنى: اكتف.
وتقول: اتقى الله امرؤ وفعل خيرًا يثب عليه, لأن فيه معنى: ليتق الله امرؤ, وإنما دخله هذا المعنى, لأن الحكمة تدعو إلى تقوى الله بأوكد الدعء, لأنها تجمع الخير للمتقي.
ولا يجوز على هذا: أحسن زيد وفعل خيرًا يثب عليه, لأنه قد يحسن في أمر ويسيء في آخر في وقت واحد, فلا يجب الثواب, والتقوى تجمع الخيرات للمتقي.
وفي التنزيل: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} , فهذا عطف على موضع الفاء, كأنه قيل: لولا أخرتني إلى أجلٍ قريب أصدق وأكن من الصالحين,
وهو نظير:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
في العطف على الموضع