في الكلام لا يجوز تركه, لأن الكلام يكون به ناقصًا, وكل تبع للمعتمد فإنه يجوز تركه إلا أن يعرض مانع في بعض الكلام.

وفي التنزيل: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} , فلما انقضت الآية, قال: {يَغْفِرْ لَكُمْ} على طريق الجواب, لما فيه من معنى: هل تؤمنون يغفر لكم, لأن الدلالة على النجاة من أجل

الإيمان, فلهذا كان بمنزلة: هل تؤمنون, وفيه معنى: آمنوا, لأن المطلوب منهم هو الإيمان, لا الإخبار بأنهم يطلبون الدلالة, وهو كما تقول: لو نزلت, ففيه معنى: انزل, ومعنى: ألا تنزل, وهو على مخرج التمني.

وتقول: أتيتنا أمس نعطك اليوم, فهذا جائز على الاستفهام, فإن كان تقريرًا لم يجز الجزم في: نعطك, لأن التقرير قد بطل فيه تعليق الفعل بالدليل على أنه قد وقع, ولكن يجوز الرفع في التقرير, فتقول: أتيتنا أمس نعطيك اليوم,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015