يقول الإمام ابن القيم في كتابه (الفوائد): (طوبى لمن أنصف ربه).
وطوبى درجة عليا في الجنة.
ومعنى (أنصف ربه): أقر له بالجهل في علمه، كما كان ابن عطاء الله يدعو دائماً: يا ربي! أنا الجهول في علمي، فكيف لا أكون جهولاً في جهلي؟! وأنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيراً في فقري؟! ولذلك قال لنا أهل العلم: إن المسلم بطبيعته يتأدب مع الله عز وجل، فعندما يشعر بالفقر يقول: يا غني أغنني، وعندما يشعر بضعفه يقول: يا قادر يا ناصر انصرني، ويا قوي قوني فإني ضعيف، فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي.
فمن أنصف ربه أقر له بالجهل في علمه؛ لأننا إن أقررنا بالجهل علمنا رب العباد، كما روي في الأثر: ما يزال الرجل يتعلم ويتعلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل.