يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (في الطبع شره).
فالإنسان بطبعه طماع لا يقنع بالقليل، ولا يسمع كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما يقول: (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى) وقليل تشكره خير من كثير لا تطيقه، وقليل يكفيك خير من كثير يطغيك.
أي: أن الوقاية خير من العلاج.
وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (إياك وما يعتذر منه) يعني: ليس هناك داع إلى فعل عمل أحتاج إلى الاعتذار منه، وقد قال الإمام الشافعي: من واجب الناس أن يتوبوا، ولكن ترك الذنوب أوجب.
فحين أذنب يجب علي أن أتوب، ولكن من أفضل العمل ألا أذنب، وفي الحديث: (ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
والدهر في تقلبه عجيب، ولكن الأعجب منه غفلة الناس.