شراهة الطبع وفائدة الحمية

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (في الطبع شره).

فالإنسان بطبعه طماع لا يقنع بالقليل، ولا يسمع كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما يقول: (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى) وقليل تشكره خير من كثير لا تطيقه، وقليل يكفيك خير من كثير يطغيك.

أي: أن الوقاية خير من العلاج.

وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (إياك وما يعتذر منه) يعني: ليس هناك داع إلى فعل عمل أحتاج إلى الاعتذار منه، وقد قال الإمام الشافعي: من واجب الناس أن يتوبوا، ولكن ترك الذنوب أوجب.

فحين أذنب يجب علي أن أتوب، ولكن من أفضل العمل ألا أذنب، وفي الحديث: (ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.

والدهر في تقلبه عجيب، ولكن الأعجب منه غفلة الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015