يقول الإمام -رحمه الله تعالى-: "حدثنا مالك بن إسماعيل -بن زياد النهدي- قال: حدثنا ابن عيينة -يعني سفيان- أنه سمع الزهري -محمد بن مسلم بن شهاب الإمام المعروف- عن عروة -بن الزبير- عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش"، أو ابنت جحش أم المؤمنين -رضي الله عنهن-،. . . . . . . . . ثلاث صحابيات، "قالت: استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- من النوم محمراً وجهه" في بعض الروايات بل في آخر الفتن من هذا الكتاب: "دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فزعاً" وهنا تقول: "استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- من نومه محمراً وجهه"، دخل عليها بعد أن استيقظ من نومه فزعاً، وكانت حمرة وجهه من ذلك الفزع، فاستيقظ فزعاً، ثم دخل عليها فزعاً، ولا يمنع أن يجتمع هذا كله، "استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- من النوم محمراً وجهه يقول: ((لا إله إلا الله .. )) " محمراً: حال كونه محمراً وجهه، ووجهه: فاعل، يقول: ((لا إله إلا الله)) كلمة التوحيد، ينبغي أن تقال في كل حال، وعلى كل حال، في كل ظرف وفي كل مناسبة لا إله إلا الله، ((وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله))، ((ويل للعرب)) كلمة تقال عند حصول هلكة أو توقعها، وهي في الأصل كلمة عذاب أو وادٍ في جهنم كما يقول بعض أهل العلم، ((ويلٌ للعرب من شر قد اقترب)) وتخصيص العرب لأنهم في ذلك الوقت ما دخل غيرهم في الدين أحد، وفي حكمهم ويلٌ له من يوافقهم على الدين، ((ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج)) كيف يقول: اقترب وقد مضى الآن أكثر من أربعة عشر قرناً ولم يحصل؟ إذا لاحظنا أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) فزمنه -عليه الصلاة والسلام- قريب من الساعة، باعتبار أنه لم يكن بينه وبين الساعة أحدٌ من الأنبياء، فهو أقرب الأنبياء إلى قيام الساعة، ولذا قال: ((ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج -سد يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين- مثل هذه)) وعقد سفيان تسعين"، التسعين يأتي إلى السبابة اليمنى ....