يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قال أبو الدرداء: سالم لم يدرك أبا الدرداء، فالسند منقطع، يقول فيما يروى عنه: "معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء، معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء: يعني في جنس الأجر سواء، لأن المتعلم مأجور، والمعلم مأجور، وهذا لا إشكال فيه، يعني في جنسه، وإن لم يتحدا في مقداره؛ لأن المتعلمين يتفاوتون، والمعلمين يتفاوتون فكيف بالمعلم مع المتعلم؟ لكنه في جنس الأجر كلهم مأجورون، وأما بالنسبة لسائر الناس يقول: وليس في سائر الناس خير بعد": يشهد لهذا الحديث -وهو في الترمذي وغيره-: ((الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالماً أو متعلماً)) يعني ما عداها لا خير فيه، لكن هل عوام المسلمين لا خير فيهم؟ فيهم خير، بقدر ما عندهم من دين وفضل، وهذا تقدم تقريره في حديث: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) فهل مفهومه أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقهه في الدين؟ معناه أنه أراد به شراً، تقدم تقرير أن هذا المفهوم ليس بالمراد، وإنما عنده من الخير بقدر ما عنده، أما بالنسبة للخير المتعلق بالفقه فلا يكون إلا لمن تفقه في الدين، وهذا مثله، نعم.

حدثنا أبو خيثمة عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ابن لبيد قال: "ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً قال: ((وذاك عند أوان ذهاب العلم))، قالوا: يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرؤه أبناؤنا أبناءهم؟ قال: ((ثكلتك أمك ابن أم لبيد، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا ينتفعون منها بشيء؟ )).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015