القرآن هو المتعبد بتلاوته، مجرد ما تفتح المصحف وتقرأ تؤجر على ذلك، كل حرف عشر حسنات، لكن لو فتحت البخاري وأنت لا تريد التفقه، بس مجرد أنك تقرأ، تؤجر؟ ما تؤجر، وهو البخاري وكلام النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن المتعبد بتلاوته لذات التلاوة هو كلام الله -جل وعلا-، ((من قرأ القرآن، فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) يعني ألف لام ميم فيها ثلاثون حسنة، والختمة الكاملة كما هو معروف فيها ثلاثة ملايين حسنة، ولا يترك قراءة القرآن إلا محروم، محروم بيِّن الحرمان، يعني إذا شغلنا بالصحف والمجلات والقنوات والتحليلات هذا وبال على الإنسان، يعني إذا رأيت الإنسان يتتبع هذه الأمور وهو يغفل عما خلق من أجله اعرف أنه محروم مفلس.
فعلينا جميعاً أن نعنى بكتاب الله -جل وعلا- نتدارس القرآن نتدبره، نحفظ القرآن وهذا من أهم المهمات، ونعنى بالقرآن قراءة بعد الحفظ بلتدبر والترتيل، وقراءة القرآن على الوجه المأمور به، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: تعطي القلب من اليقين والإيمان والطمأنينة ما لا يدركه إلا من فعله.
ابن القيم يقول:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآن
ما في علم أبداً إلا من خلال قال الله قال رسوله، والسنة منزلتها من القرآن معروفة، مبينة للقرآن، موضحة للقرآن، مفسرة للقرآن، وإلا فالأصل كلام الله، المحفوظ السالم من الزيادة والنقصان، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قال أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه-: "معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء، وليس في سائر الناس خير بعد".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: