يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ابن لبيد قال: "ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً": شيئاً من أمر من الأمور، وقال: إن هذا الشيء إنما يكون عند أوان ذهاب العلم، ذهاب العلم، يذهب العلم والمصادر موجودة؟ يذهب، نعم والمصادر موجودة، ويذهب العلم بذهاب العلماء وبقبضهم ((حتى لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً))، والكتب موجودة والقرآن موجود والسنة موجودة لكن مثل هؤلاء ما أفادوا من هذه المصادر، إنما تلقفوا علومهم من غيرها، فبقوا على جهلهم.
((وذاك عند أوان ذهاب العلم)) قالوا: يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن؟: تقرءون القرآن، لكن لا على الوجه المأمور به، ونقرؤه أبناءنا: كذلك هو مجرد قراءة من غير تدبر ولا تفهم، ولا تفكر، ولا محاولة استنباط، هذه حال كثير من الناس، لا يستفيد من القرآن كما ينبغي.
ويقرؤه أبناؤنا أبناءهم؟: يعني تواتر العمل والتوارث موجود في الأمة إلى رفع القرآن، وتواتر العمل والتوارث والقرآن، وقراءة القرآن موجودة، فهؤلاء يتوارثونه عن آبائهم، وأولئك عن آبائهم، وأولئك عن آبائهم، لكن الإفادة منه تتفاوت، وكل له ما يكتب له من هذا العلم وهذا الخير، وهذا الفضل.