ومع الأسف أنه ينظر الآن إلى المتخصصين في القرآن وعلوم القرآن إلى أنهم كغيرهم كمن يتخصص في الفقه أو يتخصص في التاريخ أو يتخصص في الأدب، أو تخصص من هذه التخصصات، لكن لو أدركنا حقيقة القرآن وما يحويه القرآن من علم لكانت نظرتنا إلى أهل القرآن غير نظرة. . . . . . . . . نعم قد يوجد ممن يحمل القرآن نماذج تسيء، يعني يحفظون القرآن، ويتغنون بالقرآن، ويؤدون القرآن، الحروف من مخارجها بالتجويد، بالقواعد المعروفة، لكن تجدهم عن العمل أقل، بل قد وجد من يقصر في الواجبات ويرتكب بعض المحرمات وهو يحمل كلام الله -جل وعلا-، فجعل نظرة بعض الناس إلى أهل القرآن من هذه الزاوية، لكنها نظرة قاصرة؛ الأصل في حامل القرآن أنه متميز عن غيره؛ ((إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين)) لا شك أن لهم ميزة أهل القرآن، لهم ميزة، نعم العلماء لهم منازل لكن ما يتصور أن عالماً ليست له يد في القران، أو لا يعتني بالقرآن أو لا يهتم بالقرآن، لا يمكن أن يسمى عالماً وهو لا يد له في القرآن، وليست له عناية بالقرآن، ما قلنا: إن العصر عصر تخصص صاحب الفقه لا يفتح القرآن، ما هو بصحيح، المتخصص في السنة لا يقرأ القرآن، ما هو بصحيح، القرآن للجميع، ومن خصه بمزيد العناية لا شك أنه يبين فضله، وتظهر مزيته على الناس، والله -جل وعلا- ((يرفع بهذا القرآن أقواماً، كما في الحديث الصحيح، ويضع به آخرين)) كيف يرفع به؟
يرفع من اهتم به، واعتنى بشأنه، احترم القرآن، عمل بالقرآن، تدبر القرآن، لكن من أعرض عن القرآن، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [(124) سورة طه]، فلا يمكن أن يوجد شخص يتسمى بالعلم، أو ينوي طلب العلم، أو ينتسب إلى العلم ليست له قدم راسخة في القرآن وما يتعلق بالقرآن.