وبعض الناس مجبول على مثل هذه الأمور بحيث لو قيل له: السلام عليكم، قال: هذا خائف مني، هذا أكيد أنه خائف مني، لا يا أخي، هذا يريد ما عند الله -جل وعلا-، هذا أذكى منك؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((خيرهم الذي يبدأ بالسلام)) وافطن منك، لكن القلوب مدخولة، القلوب مدخولة، الآن ما تجد قلب إلا في القليل النادر سليم مثل سلامة قلوب السلف والصحابة على وجه الخصوص، يأتي الشخص إلى الآخر يهديه ابنته، ما يشك أنه ناصح لكن لو جاء شخص لواحد من طلاب العلم قال: ترى عندنا. . . . . . . . . أيش اللي يقول؟ يقول: هذا ناصح ومتخير أو مقتدي؟ لا، يقول: لولا أن فيها عيب ما. . . . . . . . . يزعل الناس، زقع، يمكنه. . . . . . . . . العشرين، ما في قلب سليم يتعامل مع الخلق على ما أمر به، كما كان السلف يتعاملون به، ولذلك يحتاج الإنسان إذا أراد أن يسلك هذه المسلك يتحايل، يقول: والله أنا ودي بفلان. . . . . . . . . لكن بطريقتك دقق، بحيث لا يشعر أنه بايذلك، وأيش الداعي ويش اللي يحد الناس إلى هذا الأمر إلا أن القلوب مدخولة، رانت عليها الذنوب، فنسأل الله السلامة والعافية، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [(88 - 89) سورة الشعراء]، فالمعول على هذا الأمر، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال: قال عبد الله: "لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد قال: وكان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس -رضي الله عنه-".