فمن الحماقة أن تصيد غزالة ... وتتركها بين الخلائق طالقة
وكم ندمنا على فوائد مرت بنا ونريد أن نتذكرها فلا نذكر، نريد أن نراجع أي كتاب ما تقدر، إلا إذا استعملت الكتابة، ولو كتبت العناوين ورؤوس المسائل، يعني معك هذا الكتاب تقرأ فيه تمر عليك الفوائد تدون صفحة كذا فيها كذا، كفهرس خلاصة للفوائد ورؤوس المسائل، وهذه طريقة معروفة من كتب العلماء والأئمة والمتقدمين والمتأخرين يستعملون هذه الكتابة، أي نعم.
طالب: أحسن الله إليك
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: "كانوا يكرهون أن يظهر الرجل ما عنده".
وهذا من باب ورع السلف -رحمهم الله- يكرهون أن يظهر الرجل ما عنده، والآن يوجد في مجالس أهل العلم من الطلبة الصغار من لا ينتظر الخبر، إذا قال الشيخ: مبتدأ، جاء بالخبر، ما ينتظر؛ ليلفت أنظار الناس إليه، والسلف كانوا يكرهون أن يظهر الرجل ما عنده، لا سيما إذا وجد من يكفيه، إذا وجد من يكفيه، يعني الدين محفوظ بلا شك، والأمة معصومة من أن تفرط بشيء من دينها، فإذا وجد من يكفيك احمد ربك على العافية؛ لأنك إذا قمت بالشيء نعم حمل الدين فرض على الأمة، فإذا وجد من يكفيك علك لو تصدرت وسبقت الناس يمكن تخطئ فيدون عليك الخطأ فافرح بمن يحمل عنك هذا الواجب، وإذا تأملنا فيما يحفظه الأئمة من مئات الألوف من الأحاديث، ووجدنا في مصنفاتهم ولا العشر مما يحفظونه عرفنا هذا، كانوا يكرهون أن يظهر الرجل ما عنده، بل الواحد منهم إذا صنف كتاباً ووجد كتاب غيره يغني عنه أتلفه؛ المقصود أن ينتشر الخير ويتعلم الناس ولا يلزم أن ينسب هذا العلم إلى فلان أو إلى فلان.