نعم وراد كاتب المغيرة معروف وله جاء أحاديث بهذه الصيغة: أملى عليَّ المغيرة، في هذا الإملاء، وكتب بيده، هذا أيضاً دليل على صحة التحمل بطريق المكاتبة، المكاتبة وهي طريقة معتبر من طريق التحمل والرواية، فالمكاتبة حصلت بين الصحابة كما هنا، وهو جزء من حديث مخرج في الصحيح، والمكاتبة حصلت بين الصحابة، وحصلت بين التابعين، وتتابع أهل العلم على الرواية بها إلى عصر الأئمة المصنفين، ففي البخاري يقول: كتب إلي محمد بن بشار، فالمكاتبة طريق معتبر من طرق الرواية، نعم.
وهناك كتابة ومكاتبة، فرق بين الكتابة والمكاتبة، الكتابة يكتب ابتداءً من غير طلب، والمكاتبة يكتب إليه، يطلب أن يكتب إليه بالأحاديث، ثم بعد ذلك يجيبه فيكتب له، فهذه المكاتبة مفاعلة بين الطرفين، نعم.
طالب: أحسن الله إليكم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش قال: ذكر إبراهيم فريضة أو حديثاً فقال: "احفظ هذا لعلك تسأل عنه يوماً من الدهر".
نعم هناك فوائد يخشى من فواتها، والعلم صيد والكتابة قيده والكتابة نائبة مناب الحفظ، الأصل الحفظ، وكثير ما يمر بالطالب وهو يقرأ في كتب أهل العلم: احفظ هذا، احرص على هذا، كثيراً ما يقول: احفظ هذا -ابن القيم -رحمه الله تعالى- علك ألا تجده في مصنف آخر البتة"، وهو يحث طالب العلم على هذه الفائدة التي تعب عليها ابن القيم، ولا يعني هذا أنه معجب بكتابته، لا يعني هذا أن ابن القيم معجب بكتابته، وأنه يزدري غيره، أو أنه أتى بما لم يأت به غيره، لا، هو يحث طالب العلم أن ينتبه لهذا الموضوع، هذا من باب النصيحة.
وهنا يقول: إذا ذكر إبراهيم النخعي فريضة أو حديثاً، قال: احفظ هذا: وجاء في حديث وفد عبد القيس المخرج في الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((احفظوهن وأخبروا بهن من روائكم))، فهذا حث على الحفظ، وأيضاً الذي لا يحفظ يقال له: اكتب، اكتب يا أخي، اكتب هذه الفائدة، نعم؛ لأنها فائدة يعني متعوب عليها ما تجدها في أي كلام، والذي لا يحفظ -لا يسعفه الحفظ- يستعمل القلم، استعن بيمنك بالكتابة
فالعلم صيد والكتابة قيده ... قيد صيودك بالحبال الواثقة