الآن يشم بل يصرح أحياناً في بعض المجالس؛ لأن هذا الداء دب إلينا بعد أن كنا لا نعرف هذه الأمور دب إلينا، ومن يلاحظ بعض المجالس العلمية الرسمية في المناقشات والرسائل وغيره يشم بعض هذا، يعني هل معنى هذا أنك ما تطلع إلا على أكتاف غيرك؟ يعني بحيث يستشير برأيك فلان وفلان،. . . . . . . . . يا أخي أنصف الناس، الإنصاف مطلوب، أنصف فالإنصاف مطلوب لا بد منه، لك عليه ملاحظات ناصحه وناقشه، ويبقى أنك تتفق معه في جل أبواب الدين، يعني ما بينكم خلاف إلا في شيء يسير، أما تهضم قدره أو تسبه وتغتابه وتبلغ عنه في أمور هو بعيد كل البعد عنها من أجل أيش؟ لأن بعض الناس إذا استشير عن فلان علان هضم قدره؛ لأنه يتصور أنه ما .. ، أنهم في كفة، لا بد ليطلع هذا لا بد ينزل هذا، لا، ليس بصحيح، والله -جل وعلا- هو الذي بيده قلوب العباد، إذا رأى منك الإخلاص والصدق والإنصاف رفعك، والله المستعان.
هنا يقول: يفضل ابن جبير على نفسه: نعم يفضله، هذه عادتهم، وكثير من أهل العلم يقال في ترجمت: إنه ما رأى مثل نفسه، أيش معنى هذا الكلام؟ ما رأى مثل نفسه، يعني أنه فاق شيوخه، فاق شيوخه في العلم، لا أنه يترفع عليهم، لا، أو يدعي ذلك، يعني أنه فاق شيوخه في العلم، لكن لو سئل عن تلاميذه ما فضل نفسه عليهم فضلاً عن شيوخه، والتواضع هو الذي يرفع الإنسان في الدنيا والآخرة،
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر ... على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه ... إلى طبقات الجو وهو وضيع
فالتواضع هو الذي يرفع الإنسان.
وسأخبركم عن ذلك، إنه نشأ في أهل بيت فقه: النخعيون كلهم أهل فقه وأهل علم، فأخذ فقههم: فأخذ فقههم المأخوذ المتلقى عن ابن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه-.
فأخذ فقههم ثم جالسنا فأخذ صفوة حديثنا: يعني ضم إلى فقه قومه حديثنا، إلى فقه أهل بيته فمن كان مثله": بهذا تكون ينبغي أن تكون عناية طالب العلم مقرونة بين الحديث والتفقه فيه، بين الحديث والتفقه فيه، والله المستعان، نعم.
طالب: أحسن الله إليكم.