لما قتل سعيد بن جبير قال إبراهيم: ما خلف بعده مثله قال: وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم النخعي: أهلك الرجل: يعني مات، ودلالتها اللغوية والعرفية على هذا، دلالتها اللغوية والشرعية على هذا؛ {حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا} [(34) سورة غافر]، هلك، لكن الاستعمال العرفي، الاستعمال العرفي عند أهل العلم إنما يستعملون هلك فيمن لا تحمد سيرته، وجاءت -جاء إطلاقها- في القرآن في حق نبي من الأنبياء، وفي الفرائض هلك هالك، ولو كان من خير الناس، لكن استعمالها العرفي عند أهل العلم في التواريخ والسير الغالب أنهم إذا قالوا: "هلك" في حق من لا ترضى سيرته، وهنا يقول على الاستعمال اللغوي والشرعي: أهلك الرجل، يعني مثلما نقول: هلك جهم، هلك الجهم سنة كذا، هنا يقول: أهلك الرجل: وهو من خيار الناس، قال: فقيل له: نعم قال: لو قلت: أنعي العلم، العلم خلاص انتهى، مات العلم، ما خلف بعده مثله والعجب أنه يفضل ابن جبير على نفسه: هذه عادة، ما في أحد من أهل الفضل يعرف قدر نفسه مهما بلغ من العلم والرسوخ فيه أن يقول: هو أعلم من فلان، أو .. ، ما يحتاج إلى هذا، ولا هو بالإنسان الذي يبرز نفسه، أبداً، بل العكس إذا حاول إبراز نفسه سقط.

وقد حضرت مجلساً جاء فيه شيخ من العلماء من كبار علماء المغرب، لكن الذكاء والعلم وحده لا يكفي لا بد أن يعطى الإنسان الزكاء، يعرف به واحد من الكبار أيضاً هذا الشيخ الفلان العلامة الفاعل التارك المحدث، الكبير، ولا يضاهيه في علم الحديث إلا فلان، قال: يا شيخ فلان ما يعرف الحديث، أيش يعني هذا؟!! فلان لا يعرف الحديث، وقد ألف في الحديث وعلومه أربعين كتاباً، قال: يا شيخ سبعين، هل هذه طريقة السلف؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015