قد يقول قائل: إننا نشاهد بعض العصاة يحفظون كثيراً، عندهم حوافظ قوية جداً، وبعض الأخيار الصالحين. . . . . . . . . يدخل مع هذا يطلع مع هذا ما يثبت شيء، نقول: نعم، هذه أمور مقدرة من الله -جل وعلا-، والله -جل وعلا- هو المعطي، ما هي المسألة أخذاً باليد، لكن الإنسان يبذل السبب، فعليه بذل السبب لا أكثر ولا أقل، ويغتنم وقت الفراغ، وراحة البال، وعدم المشاغل، وقبل السيادة، يغتنم هذه في الحفظ والفهم وتعلم العلم بجميع فنونه، وما يحتاج إليه طالب العلم، أما إذا انشغل بالأسرة، وانشغل بالمعيشة، وانشغل ببناء البيت وتأمين السيارة، وتربية الأولاد، والروابط والعلاقات الاجتماعية، لا شك أن هذا له أثر كبير على الحفظ بل وعلى الفهم، وإن كان الماوردي يقرر أن الحافظة ما تزيد ولا تنقص عند الكبير والصغير سواء، يعني إنسان عمره عشر سنوات خمسة عشر سنة، عشرين، ثلاثين، خمسين، سبعين، واحد، وهذا خلاف ما عليه عامة أهل العلم.