مو سافر جابر بن عبد الله شهراً من أجل حديث على الراحلة، وأنت الآن في بيتك عندك الكتب مطبوعة بأفخر طباعة ما عندك استعداد تفتح كتاباً تستفيد، تقول: يسر الله هذا الكمبيوتر يجب لنا كل شيء، لكن لا شك أن أثره بالغ على التحصيل، ولذا النهي عن الكتابة في أول الأمر ليس عبثاً، وحرص العلماء على حفظ الصدر حتى منع بعضهم من حفظ الكتاب، وجعله ليس بحفظ، ولا يعتمد على الكتاب، نعم.
هذه أسئلة وردت إلينا من ليبيا عن طريق الإنترنت:
يقول السائل بعد السلام يقول: سلام عليكم فضيلة الشيخ: مر علي بعض الأحاديث ولم أجد لها شرحاً، أرجو من فضيلتكم توضيحها لي، منها: عن عبد الله بن عمرو -رضي الله تعالى عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه -هكذا شكلت- أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح بفضل القرآن)) [رواه الطبري].
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: هذه أسئلة جاءت من خارج المملكة، وكلها في الغالب عن القرآن، ((من قرأ القرآن ... ))، هذا يذكر في فضائل القرآن مستفيض عند أهل العلم، ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه)) ومعناه صحيح، ومعناه صحيح؛ لأن القرآن نزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو كتاب الإسلام الأول، ودستوره الخالد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
((كأنما استدرجت النبوة بين جنبيه)): يعني أصول الدين كلها موجودة في القرآن {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [(38) سورة الأنعام]، وما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- إنما هو مبين للقرآن وموضح للقرآن، وشارح للقرآن، إلا أنه لا يحال إليه؛ لأن الوحي انقطع بوفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-.