ثم بعد ذلك جاءت المطابع، صارت تزف بألوف الكتب، الكتاب بعشرة مجلدات، كان الإنسان إذا أراد كتاب يستعيره من زميله من شيخه من كذا، يجلس له يومين ثلاثة مثل هذا ينسخه وخلاص ينتهي، لكن إذا انتهى من النسخ أفضل من قراءة الكتاب عشر مرات، نعم، لو ما يعرف يكتب ولا في كتابة ولا أذن بالكتابة يبي يمسكه ويحفظه، هذا أفضل، لكن الآن الكتابة انتهت، اعتمد الناس على المطابع، يجيب الكتاب عشرة مجلدات عشرين مجلداً، آخر عهده إذا ر صه في الدالوب، في درج الكتب، المطابع أثرت في التحصيل بلا شك، يعني هي نعمة من نعم الله وفرت الكتب، والإنسان الجاد يدرك، لكن الكثير من الطلاب إذا ضمن الكتاب وأقفل عليه الدالوب قال: خلاص، هذا غاية جهدي، فأثر هذا، ويسر تحصيل الكتب، وكثرة الكتب لا شك أنها مع أنها نعمة لكنها مشغلة عن التحصيل، مشغلة عن التحصيل، ثم بعد ذلك ظهرت هذه الآلات -الإنترنت وغيره والكمبيوتر وما أدري إيش- صار الإنسان لا يكلف نفسه شيء، إذا أراد مسألة ضغط زر طلعت عنده المسألة بمصادرها بالجزء والصفحة، لكن أيش الحصيلة وأيش النتيجة؟ النتيجة أنه يطلع عليه وهو جالس مثل ما يمر على لوحات المحلات وهو بسيارته، كم يبي يحفظ من لوحة؟ نعم، ما يحفظ شيء، لكن لو كان بالمراجعة، أراد المسألة وراجع الكتب كم يستفيد من فائدة قبل أن يصل إلى مسألته؟
يستفيد عشرات المسائل كثير منها أهم من مسألته التي يبحث عنها، ابن حبان لما ألف الأنواع والتقاسيم على طريقة مذهلة معجزة ما تستطيع أن تصل إلى الحديث، أيش قصده؟ قصده على شان ما تجي تقول: والله كتاب الصلاة في أول الكتاب تطلعه وتفتش لك صفحتين قبل وإلا بعد وتجده، لا، تقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، على شان تشوف حديث. . . . . . . . .، وكم بتستفيد من فائدة بهذه الطريقة، قد يقول قائل: العمر ما يسعف يا أخي، نبي حديث ونضيع يوم؟ قال: ضيع سنة مش يوم، يعني هو كثير يوم على حديث تمر بعشرات الأحاديث؟