((ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله)): لأنه إذا أعطي القرآن، ولا شيء أعظم من القرآن، وهو كلام الله، وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، ولا شك أن ما دون القرآن يصغر بالنسبة للقرآن، وإذا استثنينا ما يبين القرآن ويشرح القرآن من كلام المعصوم -عليه الصلاة والسلام- فبقية كلامك لا شيء بالنسبة لكلام الله -جل وعلا-.

من أعطي الدنيا بحذافيرها والدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، قد صغرها الله، وصغرها نبيه -عليه الصلاة والسلام- وصار أمرها كذلك. . . . . . . . . كما شرح عند العقلاء، عند العقلاء، ((وركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها))، الدنيا كلها لا تزن عند الله جناح بعوضة، فمن رأى أن من أعطي الملايين بل أعطي المليارات بل من جاءته الدنيا بحذافيرها أفضل ممن أعطي القرآن، فلا شك أن هذا عظم ما صغر الله، عظم الدنيا وقد صغرها الله، وصغر ما عظم الله -وهو كتابه- وكتابه ما يشرح كتابه هذا عظمه الله -جل وعلا-، فإذا فضل غيره عليه فقد صغر ما عظمه الله، فالمعنى صحيح، وهو مشهور ومتداول عند أهل العلم، لكن درجته بدقة الآن ما تحضرني، يذكر في فضائل القرآن.

يقول: ((وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه)): لا شك أن حامل القرآن ينبغي أن يعرف بالقرآن، يعرف بخشوعه يعرف بتواضعه، يعرف بإخباته، يعرف بصيامه النوافل، يعرف بقيام الليل، يعرف بالتلاوة، يعرف بما حمل من قرآن، لا شك أن القرآن من تأدب بآدابه، وأتمر بأوامره، وازدجر عن نواهيه، مثل هذا لا بد أن يكون متميزاً عن غيره.

((وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه)): مع الناس: يعني إذا لغط الناس واستغلوا بالكلام المباح وغير المباح فصاحب القرآن ينبغي أن يعنى بما يحمله من كتاب الله -جل وعلا-.

((أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد)): أما الغضب بالنسبة لما يفوت من أمور الدنيا، أو على أمور الدنيا ومشاكلها، فقد جاء النهي عنه، النبي -عليه الصلاة والسلام- كرر لمن قال له: أوصني، قال: ((لا تغضب))، ولا شك أن الغضب آفة آفة، إلا أن تنتهك محارم الله، فالغيرة لله ولرسوله ولدينه هذا أمر مطلوب في الشرع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015