وهنا يقول: أراد أن يكتب: في الناس، يكتب السنة، ثم من كان عنده شيء من ذلك فليمحه: أولاً: الخبر صحيح بالنسبة للمرفوع من حديث أبي سعيد، لكنه منسوخ؛ جاء الأمر بالكتابة، والهدف منه والقصد ألا يلتبس الحديث بالقرآن -لا يلتبس غير القرآن به- ولا يعتمد الناس على الكتابة في أول الأمر، وهذا أمر معروف مجرب ومشاهد، كان الناس يحفظون، ثم بعد ذلك كتبوا فضعف الحفظ وضبطوا بالكتابة، لكن الآن تركوا الكتابة، مع ذلك تركوا الكتابة، اعتمدوا على الآلات فضعف التحصيل جداً، الآن تجد الإنسان لا يحفظ رقم والده، تلفون والده ما يحفظه، لماذا؟ لأنه خزنه في جواله، يضغط رقم وخلاص يطلع رقم أبوه، لماذا؟ اعتمد على هذه الآلة، قبل يحفظون، الإنسان يحفظ اللي يحتاجه بيحفظه، لكن إذا سجله ما هو بحافظه، إذا خزنه بالجوال يفتح الله ما في شيء، يسأل الإنسان عن رقم أبيه أو عن رقم أمه يقول: والله ما أدري، لكن سهل عندنا قريب.
كل شيء له أثر على التحصيل، كل شيء له أثر على الحافظة، لو الناس يحفظون من أول ما يسمعون؛ لأنهم يهتمون بالحفظ ما في بديل، ثم انتشرت الكتابة، اعتمد الناس على الكتابة ضعف الحفظ، ضعف الحفظ؛ لأنه خلاص ما دام مدون ليش تكلف نفسك الحفظ، والكتابة لا شك أنها حفظت العلم، وحفظت لنا الدين، ومن عانى الكتابة استفاد فائدة عظيمة، لكن الكلام على الذي يعتمد على كتابة غيره.