حدثنا أبو خيثمة زهير قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة قال: "أراد عمر أن يكتب السنة، ثم كتب في الناس: من كان عنده شيء من ذلك فليمحه".
يقول: حدثنا أبو خيثمة زهير: أي بن حرب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة: ويحيى بن جعدة لم يدرك عمر، الخبر منقطع.
أراد أن يكتب، قال: "أراد عمر أن يكتب السنة ثم كتب في الناس: من كان عنده شيء من ذلك فليمحه": جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي سعيد: ((لا تكتبوا عني)) مرفوعاً، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن، ومن كتب شيئاً غير القرآن فليمحه))، هذا في الصحيح - صحيح مسلم- عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكان هذا في أول الأمر؛ خشية أن يكتب مع القرآن شيء في صحيفة واحدة فيلتبس الأمر على الناس، وخشية أن يعتمد الناس على المكتوب فيضيع الحفظ، ولا علم إلا بالحفظ، ولا شك أن من يعتمد على الكتابة تضعف عنده الحافظة.
فنهي الناس أول الأمر عن ذلك؛ ليعتمدوا على الحفظ، ثم بعد ذلك أذن بالكتابة، وجاء الأمر بها في بعض النصوص: ((اكتبوا لأبي شاه))، وحصل الخلاف في الصدر الأول في كتابة الحديث، ثم بعد ذلكم أجمعوا على مشروعية الكتابة وارتفع الخلاف.
والكتابة والتدوين أمر مشروع، بل جعله بعضهم من الواجبات؛ لأنه لا يتم الواجب إلا به، لا يتم الواجب الذي هو حفظ السنة وحفظ الدين إلا به، فهو واجب، فالكتابة حفظت لنا الدين.