سفيان الثوري إمام من أئمة المسلمين في الزهد والورع والعلم والعمل يقول: هذا الذي يقوله حسان بالنسبة له سهل، لكن لغيره -لنا مثل سفيان- يقول: صعب، ولا شك أن الناس منازل ومقامات، أقول: الناس لهم منازل ومقامات، فكل له منزلته ومقامه، ولذلك لو قيل لك: إن فلان من الناس يختم كل يوم، قلت: مستحيل، يصلي ثلاثمائة ركعة، الإمام أحمد يصلي ثلاثمائة ركعة في اليوم والليلة تقول: مستحيل، قيس الناس على نفسك مستحيل صحيح، نعم، لو يقول لك مثلاً: إنه يشرب قارورة الببسي هذه الكبيرة بنفس، قلت: مستحيل، لكنه موجود، كل إنسان على ما وطن نفسه وتعود عليه، قد يشق على الإنسان في بداية الأمر أن يجلس فيقرأ جزء من القرآن متتابع، يعني من غير أن يقطع القراءة، لكن في النهاية يوجد من يقرأ العشرة وهو في مجلسه، ما غير جلسته، لا شك أن المسألة -أن الجسم- على ما تعود، الجسم على ما تعود.
"وخير دينكم الورع": الورع: أن ترك .. ، أي شيء تشك فيه تتركه، ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، اترك كل ما تشك فيه، والسلف وجد فيهم -من الصحابة ومن دونهم- من يترك تسعة أعشار الحلال؛ خشية أن يقع في الحرام، ثم يتفلسف بعض الناس يقول: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ} [(32) سورة الأعراف]؟
يا أخي ما حرموا، هم قائلين لك: حرام؟ ما قالوا لك: حرام يا أخي، نعم الذي يحرم ويحلل هذا يقال له: قف، ما دليلك؟ لكن الذي يمتنع ويكف، يربي نفسه على هذا؛ لأن النفس تواقة، فإذا حصل لها شيء لا بد أن تتوق إلى ما وراءه، ولذا جاء في الحديث الصحيح ((لو أن لابن آدم وادياً من ذهب تمنى ثاني وثالث)) ما يكفيه، وإلا بالله عليكم الذي يملك مليار أو مليارين وأيش الفرق؟ إيش الفرق بين الاثنين، في فرق؟ فرق عملي ما في، لا هو. . . . . . . . . ولا عشر المعشار ولا الزكاة ما هو. . . . . . . . .، فكونه ما يحتاج إلى القدر الزائد هذا وجوده مثل عدمه.