"فضل العلم أحب إليَّ من فضل العبادة": يعني أنت بالخيار، أنت أمامك ساعة، ساعة جالس المغرب في المسجد، هل الأفضل أن تصلي، تصلي في المغرب ثلاثين ركعة مثلاً، تقول: أصلي ثلاثين ركعة بين الصلاتين، أو أقرأ أربعة أجزاء من القرآن، أو أحرر لي مسألة علمية، والمراجع بين يديك؟ أنت بين خيارات، أيهما أفضل؟ الأخير، العلم، تحرر هذه المسألة لماذا؟ لكي تصحح لك ما احترت فيه من الصلاة ومن التلاوة ومن الصيام ومن الحج ومن غيره، هذا هو السبب.
"فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع": وهنا تنقطع الأعناق، خير دينكم الورع: هذا الذي يشكل على كثير من الناس، وأحياناً تكون الأمور سهلة يمكن تجاوزها، مبالغ يسيرة تشك فيها تترك –تتركها- لكن إذا كانت مئات الملايين وسبيل الحصول إليها فيه ما فيه، تتورع وألا ما تتورع؟ هذا الامتحان، هذا الابتلاء، من يتورع من مثل هذا إلا القليل النادر، هو موجود في السلف كثير، ويوجد -ولله الحمد- ما زال، لكن هو عند بعض الناس أظهر من بعض.
يقول حسان بن أبي سنان: "ما رأيت شيئاً أهون من الورع، ما رأيت شيئاً أهون من الورع؛ ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) "، هذا سهل الباب، لكن في نظره ما هو من وجهة نظرك، من وجهة نظره صحيح، ما رأيت شيئاً أهون من الورع دع ما يريبك إلى ..