إذا فتح للإنسان باب خير، باب من أبواب الدين فتح له ونشط للصلاة، صار ما يدرى يصلي مائة ركعة مائة ركعة في اليوم، نقول: الحمد لله هذا باب من أبواب الخير والحمد لله أنك وفقت لهذا العمل، فتح له باب الصيام وسهل عليه بينما غيره يشق عليه أن يصوم في مثل هذه الأيام، من الناس من يصوم صيام داود، نقول: هذا وفق لخير عظيم، يلزم هذا الباب، ولن يحرم أجره، وقد يلج الجنة من هذا الباب، لكن في الجملة -في العموم- العلم من أفضل نوافل العبادات، العلم، ولذا يقول: "فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة"؛ لأنه مصحح للعبادات؛ لأن العبادات بدون علم قد تكون على الوجه غير المرضي في الشرع، قد تكون مع خلل، قد تكون مع فقد شرط، مع ارتكاب مبطل من غير علم، لكن إذا تعلم وعبَد اللهَ على بصيرة تضاعفت أجوره في جميع أبواب الدين، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [(9) سورة الزمر]، وهذا جاء بعد أيش؟ هذا الكلام ما جاء عبث، تذييلاً لقوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [(9) سورة الزمر]؛ لأنه لا يتصور أن هناك عالم ما يتعبد، أبداً، ما يتصور هذا؛ لأنه متى يسمى عالم؟ من خلال هذه الآية، واضحة، {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [(9) سورة الزمر]، معناه الذي يقوم، يقوم الليل قانت آناء الليل أوقات الليل ساجد وقائم يصلي لله -جل وعلا- نعم يقطع الليل بالصلاة والتلاوة والذكر، التذييل: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ} الذين هذه أفعالهم، {وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} الذين لا يفعلون هذه الأفعال، فالعلم مقرون بالعمل، مقرون بالعمل.