اسم المؤلف: هو زهير بن حرب بن شداد الحرشي النسائي ثم البغدادي.
قال عنه الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- في السير: الحافظ الحجة أحد أعلام الحديث مولى بني الحرش بن كعب بن عامر بن صعصعة، وكان اسم جده أشتال فعرب شداداً، نزل بغداد بعد أن أكثر التطواف في طلب العلم، وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن هو وابنه وحفيده محمد بن أحمد، وقل أن اتفق هذا لثلاثة على نسق، أما ولادة المصنف -رحمه الله-: فقد ولد سنة ستين ومائة.
تعليقاً على ما ذكره الشيخ في كونه يقل أن يوجد من أهل العلم ثلاثة على نسق -كما يذكر أهل العلم في رواية الراوي عن أبيه عن جده- نعم هو قليل بل نادر، نادر جداً؛ لأن هذا العالم الذي يزدحم الناس عليه ويضربون آباط الإبل، ويشدون الرحل من أجل اللقاء به، والإفادة منه، تجد أزهد الناس فيه أهله وجيرانه، أزهد الناس، وهذه حكمه إلهية؛ لئلا يقول العالم الذي تخرج على يديه بعض أولاده وأحفاده؛ لئلا يقول: إنه بعلمه وفضله نالوا هذه المنزلة، لتقطع مثل هذه التصورات وهذه التوهمات، ولذا يوجد من أولاد الأنبياء بل من زوجات الأنبياء من هنَّ على ضلال -نسأل الله السلامة والعافية- فالهادي هو الله -جل وعلا- {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص].
وأيضاً مما يصد عن أخذ الوالد عن أبيه كونه يراه على وجوه مختلفة، فمرة يراه على وجه مناسب، ومرة يراه على وجه غير محتشم؛ لأنه تزول الكلفة بينه وبين أولاده، فيختلف تصور الأولاد لأبيهم عن تصور الناس إليه، وكذلك الجيران وكثرة مخالطتهم له، وهذا في السابق، أما الآن الجار إن رآه في المسجد فخير وبركة، لكن هذه الكلفة تزول مع كثرة الخلطة، فلا يقدره قدره مثل ما يقدره الشخص الذي لا يراه إلا محتشماً في مجلسه متهيئاً لدرسه، والله المستعان.