الشرع نوع هذه العبادات، تنوع العبادات مقصد من مقاصد الشرع، أما بالنسبة للواجبات فلا مندوحة، ولا مفاضلة بينها لا بد من فعلها كلها، لا بد من فعل الواجبات كلها، ما يقول: والله الآن رمضان، والجهاد أفضل من الصيام ويجاهد، ما يقول: والله رمضان والعلم أفضل من الصيام أتعلم العلم، لا، الصيام لا بد منه، في وقته، الصلاة في وقتها لا بد منها، فلا يفضل على العبادات المحددة الموجبة في أوقاتها عليها شي، وكون الشرع يأتي بالعبادات القاصرة والعبادات المتعدية النفع، هذا أيضاً من مقاصد الشرع؛ لأن الناس يتفاوتون، لو فضلت العبادات القاصرة –مثلاً- على العبادات متعدية النفع أو العكس لتضرر كثير من الناس، كثير من الناس عنده استعداد يصلي ألف ركعة ولا يتصدق بدرهم، لكنه فرضت عليه الزكاة لينظر مدى امتثاله، وشرع في حقه الصلاة هذا أمر يسير بالنسبة له، وبعض الناس عنده استعداد يدفع الأموال الطائلة ولا يصلي ركعتين، فتنوعت العبادات في الشرع ليدلي ويسهم كل مسلم منها بسهمه، فتنوع العبادات من مقاصد الشرع، هذا بالنسبة للواجبات لا مندوحة من الإتيان بها ولا مفاضلة، بل كل شيء في وقته المحدد له، لكن ما زاد على ذلك، ما زاد على الواجبات يأتي التفضيل عند أهل العلم، وكل من فتح له باب خير فليلزمه، فليلزمه؛ لأنه يأتي إليه مقبل راغب منشرح الصدر، فمن فتح له في الصلاة: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) الصيام: ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً)) الزكاة ((من أنفق كذا ... إلى آخره، لكن بعض الناس ينشغل بالأمور المتعدية، والنفع المتعدي، وينفع هذا، وينصح هذا، ويقدم لهذا، نقول: نعم، النفع المتعدي في الجملة يعني في الغالب أعظم أجراً، لكن ليس على إطلاقه، ليس معنى هذا أنك تهمل نفسك من العبادات الخاصة، وإلا لو نظرنا في أركان الإسلام لوجدنا الصلاة أفضل من الزكاة، وأعظم منها، مع أن نفعها قاصر وهذه متعدي، فليست المسألة على إطلاقها.