فعلى طالب العلم أن يتواضع لغيره ولو كان دونه إيش المانع؟ يستفيد من كل أحد، والمسألة مسألة جهاد؛ لأن النفس، النفس قد لا تقنع بهذا، يعني جبلت على خلاف هذا، لكن على الإنسان أن يتطبع ويتأدب بالأدب الشرعي، نعم.

طالب:. . . . . . . . .

ما في شك أن الانقطاع موجود، الانقطاع موجود في السند لكنه ثابت من وجوه أخرى، وخرجه الإمام البخاري تعليقاً إلى عمر مجزوماً به، ومخرج في كثير من المصادر، نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا محمد بن خازم قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- قال: "والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون"، قال الأعمش: فقال لي الحكم: لو كنت سمعت بهذا الحديث منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي".

يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا محمد بن خازم قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله: "والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون": مجنون لأنه يسعى في هلاك نفسه، والعاقل الذي يسعى في خلاصها، يسعى في هلاك نفسه، وجاء في الخبر: ((أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار))، والخبر فيه ضعف، لكن لا شك أن الذي يجرؤ على الفتيا في كل مسألة هذا لا بد وأن يقول على الله بغير علم، لا بد إن يكذب على الله، شاء أم أبى، والكذب على الله -جل وعلا-، والقول على الله بغير علم، شأنه عظيم، {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [(33) سورة الأعراف]، ذكر هذا بعد أيش؟ بعد الشرك، وأهل العلم يقررون أن الآية سيقت على سبيل الترقي، لا على سبيل التدلي، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [(7) سورة الصف]، {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} [(116) سورة النحل]، {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ} [(116) سورة النحل]، فيدخل دخولاً أولياً في قول الله -جل وعلا-: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ} [(60) سورة الزمر].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015