ثم قال: "حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو نصر التمار قال: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع)) العلم الذي لا ينفع وبال على صاحبه، شقاء في الدنيا والآخرة "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع" كذلك تعب، لا فائدة فيه "وقلب لا يخشع" القلب القاسي، أبعد القلوب من الله القلب القاسي الذي لا يخشع "وقول لا يسمع" القول الذي لا يسمع ضياع، كل هذه أمور هباء لا قيمة لها، إن لم تضر ما نفعت.
"قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة" عاصم بن أبي النجود القارئ المعروف، إمام من أئمة القراء، وفي حفظه شيء من الضعف، في حفظه سوء "عن أبي صالح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى صلاة الفجر ورأسه يقطر" يعني من أثر الاغتسال بسبب جماع "لا احتلام ثم يصوم" لأن النبي لا يحتلم كما هو معروف، وإذا أخر الغسل ولو بعد طلوع الفجر من الجماع صومه صحيح، فصومه صحيح.
"قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا حميد عن أنس قال: لا يتمنى أحدكم الموت فإن أحدكم لا يزداد كل يوم إلا خيراً" فإذا كان الشهيد التي حصلت له الشهادة، وتأخر صاحبه عنه فاقه، فاقه لماذا؟ لأنه صلى صلوات، وذكر الله بأذكار، وصام رمضانات، مثل هذا لا يضيع عند الله -جل وعلا-، فقد يفوق فيه الشهيد، فلا ينبغي للمسلم أن يتمنى الموت؛ لأنه في كل يوم يزداد خير، وخيركم من طال عمره وحسن عمله، لكن إذا خشي على نفسه الفتنة، وأنه سبب هذه الفتنة يخشى على رأس المال، على الدين، نعم فيضحى حينئذٍ ببعض المكاسب التي يستفيدها في عمره، فيقول: إن كان ولا بد فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي.
"يقول: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا أبو عمران الوركاني قال: حدثنا سعيد بن ميسرة البكري عن أنس قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى على جنازة كبر عليها أربعاً".