على كل حال هذا خبر مقطوع يحتمل أن يكون سنة من أدركه من أهل العلم، أو من الولاة الذين يخطبون بالقوم، أو يحدثون القوم.
"من السنة إذا حدث الرجل القوم أن يقبل عليهم جميعاً، ولا يخص أحداً دون أحد" نعم يعني على العالم أن يقسم بين طلابه بالسوية، فينظر إليهم جميعاً، نعم، إذا تيسر له ذلك، أما إذا كثر الجمع، وبعد من عن اليمين والشمال بحيث يشق عليه، المقصود أنه لا يخص بحديثه واحد بعينه فيغار بقية الطلاب، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا قاسم)) والقاسم عليه العدل في القسمة، نعم، ((والله المعطي)) فيقسم عليهم جميعاً، يقبل عليهم جميعاً، ويعتني بهم جميعاً، ولا يخص أحد دون أحد، لا سيما إذا كان بحضور الآخرين، إذا كان بحضور الآخرين، لكن لو مدح الشيخ كتاب أو سئل عن كتاب وأثنى عليه وأشاد به، والطلبة جمع غفير لا يستطيع أن يؤمن الكتاب لهم، فانقسم الطلاب منهم من غادر الدرس يبحث عنه في المكتبات، ومنهم من بقي قال له الشيخ: ترى موجود في المكتبة الفلانية، ومنهم من خواص الشيخ قال: عندي لكم نسخ، وبين للجميع أهمية الكتاب، ووضح لهم أنهم يحتاجون هذا الكتاب، بعض الطلاب صار يتخبط يمشي الرياض أخذ له يوم يومين يبحث في المكتبات عن هذا الكتاب، وبعضهم الذين بقوا قال لهم: تروا في المكتبة الفلانية، فأراحهم، ساعة وهم راجعين أو نصف ساعة، بعض من حوله من الطلاب الذين لهم اتصال به مباشر، قال: عندي لكم نسخ، هل يكون ظلم بعضهم على حساب بعض؟ البيان المطلوب للجميع بين، ولا يلزم أن يؤمن الكتاب للجميع، أو يدل الجميع، لكن من النصيحة إذا أمكنه أن ييسر على الجميع، ومن تمام النصيحة والفضل أيضاً أن يسعى في تأمينه لهم، لكن إذا ما تيسر؟ هذا لا يلزمه، نعم.
أحسن الله إليك:
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع عن أبي كيران قال: سمعت الشعبي قال: "إذا سمعت شيئاً فاكتبه، ولو في الحائط".