لكن مع ذلك جاء قوله تعالى: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] نعم الأصل أنك مخلوق للعبودية، تشغل وقتك بما خلقت له، ثم لا تنس نصيبك من الدنيا الذي يعينك على تحقيق الهدف، العبودية، أما أن تنقلب الموازين يكون الأمر بالعكس في حياة الناس، كأنه مخلوق للدنيا، ويوصى بألا ينسى نصيبه من الآخرة هذه مشكلة، هذا قلب للموازين، ويأتي من يقول: إن الدين دين جد، ودين عمل، ودين عمارة أرض، كل هذا صحيح، لكن عمارة أرض بأي شيء؟ بالعبودية تعمر الأرض {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النور] هنا يكمن الأمن، ويتحقق الأمن، الناس يقولون: أبداً خلقنا لعمارة الأرض، والحمد لله الدين علينا الصلاة نصلي ويش تبون بعد؟ هذا لسان حال، بل لسان المقال من كثير من الناس، والله يا أخي أنت خلقت للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(56) سورة الذاريات] وخشية أن ينهمك المسلم في هذه العبودية، وينسى ما يقيم أوده، ويعينه على تحقيق هذه العبودية يحتاج أن يقال له: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] نعم.
أحسن الله إليكم:
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن ليث عن عطاء قال: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "من كتم علماً ينتفع به ألجم بلجام من نار".