أقول: بعض الإخوان يستشكل، يقول: منهوم، طلب المال معروف الناس يلهثون وراء المال، لكن منهوم في طلب العلم؟ نعم، يوجد منهوم، ومر بنا أنهم يتذاكرون الفقه حتى يفاجئهم أذان الصبح، نعم، يوجد الآن من يزاول القراءة قراءة الكتب والبحث فيها إلى حد قد يُظن ضرب من الخيال، لكن المسألة مسألة تدريج، مسألة مجاهدة ثم تلذذ، يجاهد الإنسان نفسه ثم يتلذذ إذا وقع على فائدة، ثم مسألة، ثم طرفة، ثم قصة، ثم حكاية، ثم مسألة علمية، ثم .. ، ما ينتهي، فالمنهوم بالعلم لا يشبع ((منهوم في طلب العلم لا يقضي نهمته، ومنهوم في طلب الدنيا)) لكن لنعلم أن المنهوم بالكلام والقيل والقال لا يمكن أن تجتمع معه نهمة العلم، المنهوم بالأكل لا يجتمع معه نهمته بالعلم، المقصود أن الإنسان يتخفف من الفضول كلها، ليتسنى له أن يكون منهوماً بالعلم والعمل، هناك من هو منهوم بقراءة القرآن، منهوم بالصلاة، منهوم بالصيام، منهوم بكذا، لا يشبع منه، قد رؤي أحد الأشخاص -وهو من العباد- في المنام، فقال لمن رآه: كيف يشبع المسلم من قول: لا إله إلا الله؟ وقال آخر: كيف يشبع المسلم من قراءة القرآن؟ وهكذا، المقصود أنه إذا وصل إلى مرحلة التلذذ حدث ولا حرج.
((ومنهوم في طلب الدنيا لا يقضي نهمته)) منهوم في طلب الدنيا، رسوله إلى المحل الشمس، إذا طلعت الشمس فتح، ولا يغلق الحانوت إلا بعد هزيع من الليل، يتمنى أن ترجع جميع الأعمال بعد منتصف الليل، على حساب راحته ونومه أسهل من كونها على حساب تجارته، وقد توفي شخص قريب لواحد من التجار وأرادوا أن يصلوا عليه بعد صلاة العصر، جاهد وسعى أن تؤجل الصلاة إلى أن يغلق المحل، حاصل، هذا منهوم، نسأل الله السلامة.