يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا بشر بن منصور عن ثور عن عبد العزيز بن ظبيان قال: قال المسيح بن مريم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام-: "من تعلم وعلَّم وعمل: والواو هذه. . . . . . . . . المورث للخشية، وعمل به وعلمه الناس، فذاك يدعا عظيماً في ملكوت السماء": هذا عن المسيح -عليه السلام- وهو معنى الرباني في قول مشهور عند أهل العلم بل معتبر أن العالم الرباني هو الذي يتعلم ويعمل ويُعلم، يتعلم العلم ويعمل به في نفسه ويعلمه غيره، هذا هو العالم الرباني.

المطلوب من العلماء أن يكونوا ربانيين، وجاء في الصحيح عن ابن عباس أن الرباني الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره، يعني يبدأ بالتدريج، يبدأ الطلاب بالتدريج، لينظر في مصالح الطلاب، لا في مصلحته هو؛ لأنه إذا جاءك الطالب المبتدئ تبدأ به بالمتون الصغيرة، ثم بعد ذلك يترقى إلى أن يصل إلى مرتبة المتوسطين، ثم مرتبة المنتهين، ولكل طبقة من طبقات المتعلمين كتب تناسبهم، فيعلم صغار العلم قبل كباره، وبعض من ينتسب إلى العلم -وهذا من خلال التجربة موجود مع الأسف- ينظر في مصلحته هو، ينظر في حاجته هو، ويغفل عن حاجة الطالب، هو بحاجة إلى أن يسمع الكتاب الفلاني، هذا الطالب مبتدئ أو متوسط، محدث يقول: والله أنا بحاجة إلى أن أسمع علل الدارقطني تعال اقرأ يا ولدي علل الدارقطني، الطالب لا يستفيد شيئاً من هذا الكتاب، هل هذا من النصيحة للطالب؟ هل هذا من بداية التعليم لصغار العلم قبل كباره، هل هذا العالم يستحق أن يكون ربانياً؟ لا، يأتي طالب يقول له: بدي أقرأ، والله أنا شيخ الإسلام أحب شيخ الإسلام، يقول: يا الله هات درء تعارض العقل والنقل وإلا نقض التأسيس، وإلا غيرها، لا، لا هذا ليس بنصح أبداً للطالب، يعني على المعلم ألا ينظر إلى مصلحته هو، ينظر إلى مصلحة الطالب فيربي الطلاب بصغار العلم، إذا احتاج إلى قراءة شيء ينظر إلى طالب منتهي أو يقرأ بنفسه، الحمد لله المسألة فيها سعة، أما أن يكلف الطلاب ما لا يطيقون، ويبدأ بهم بما لا يستوعبون هذا ليس بصحيح وليس من النصح للطلاب، نعم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015