يستغفر له كل دابة، حتى الحوت في البحر: وينبغي أن نكون على علم بأن هذا الأمر -وهو التعلم والتعليم- ليس فيه نصف حل، بمعنى أنك تخرج كفاف لا لك ولا عليك، إما أن يستغفر لك كل شيء، كل دابة حتى الحوت، وإما أن تكون أول من تسعر به النار يوم القيامة -نسأل الله السلامة والعافية- فلنكن على اهتمام من هذا الأمر، يعني لا تحيدوا عن هذه النصوص؛ لأن الإنسان .. ، نعم هذه معالم في طريق طالب العلم ينبغي أن يعتني بها ويجعلها حادياً له للاستزادة، لكن لا ينسى الطرف الآخر وهو الإخلاص لله -جل وعلا-، يطلب العلم ويعلم مخلصاً لله -جل وعلا- في ذلك؛ لئلا يكون من أول من تسعر بهم النار -نسأل الله السلامة والعافية- نعم من تعلم بنية خالصة صالحة مخلصاً لربه في ذلك مهتدياً بهدي وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- له هذا الوعد، وما جاء في غيره من النصوص لكن ليكن على حذر من شرود النية، النية شرود لا بد من تعاهدها؛ لأنه في غمار الحياة لا شك أنه سوف يعرض له عوائق وصوارف تعوقه وتصرفه عن الإخلاص، لكن مع ذلك ينبغي له أن يتفقد النية، لا يعتمد على مثل هذا الخبر يقول: نتعلم ونعلم وينظر إلى الناس يتعلمون ويعلمون ويجزم بأن هذا العالم الفلاني، العالم الرباني يستغفر له كل شيء، نعم هذا وعد ممن لا يخلف الميعاد لكن يبقى مع ذلك أن هناك نصوص أخرى ينبغي أن يجعلها الإنسان نصب عينيه، فيتعلم ويعلم مستحضراً النية الخالصة الصالحة يقصد بذلك وجه الله -جل وعلا- نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا بشر بن منصور عن ثور عن عبد العزيز بن ظبيان قال: قال المسيح بن مريم -عليه السلام-: "من تعلم وعلم وعمل فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماء".