نعم واثلة بن الأسقع يقول: "إذا حدثناكم بالحديث على معناه فحسبكم" يكفيكم من أن نحدث بالمعنى، ورواية الحديث بالمعنى يجيزها جمهور أهل العلم شريطة أن يكون المحدث عارف بمدلولات الألفاظ، وما يحيل المعاني، لا بد، أما شخص لا يعرف مدلولات الألفاظ، ولا يعرف ما يحيل المعاني قد يقلب المعنى إذا أراد أن يحدث بالمعنى، لكن لا بد أن تتوفر الشروط للعالم الذي يستطيع أن يؤدي المعنى باللفظ غير المسموع، على أن من أهل العلم كابن سيرين من لا يرى الرواية بالمعنى، يقول: إذا كنت لا تحفظ الحديث بلفظه لا تحدث به، ولا شك أن مثل هذا أحوط، لكن الحاجة داعية إلى التحديث بالمعنى، وكتب الأئمة شاهدة في ذلك، فالقصة الواحدة تروى بألفاظ مختلفة فدل على جواز الرواية بالمعنى وعليه عمل الأئمة، نعم.
أحسن الله إليكم:
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا معن قال: حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "كان إذا حدث بالحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم إلا هكذا أو كشكله".
وهذا من باب الاحتياط في الرواية لأن الإنسان لا يضمن أن يأتي بالحديث على وجهه، فيأتي بلفظ يدل على تحريه، فيقول: هكذا، أو مثل هذا، أو نحو هذا، أو شكل هذا، أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-، أو بمعناه، يأتي بلفظ يدل على تحريه، وأنه لا يضمن أن هذا اللفظ هو المسموع، المؤدى هو المسموع المتحمل، لا يلزم؛ لأن الرواية بالمعنى جائزة، لكن إذا بين للسامع أن هذا لا يضمن أنه اللفظ برئ من العهدة نعم.
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا معن قال: حدثنا أبو أويس ابن عم مالك بن أنس قال: "سمعت الزهري يقول: "إذا أصبت المعنى فلا بأس".
وهذا أيضاً مثل ما يقول به جماهير أهل العلم في جواز الرواية بالمعنى بشرطها، بشرطها، لا تتاح الفرصة لمن لا يعرف المعاني كما يحصل من بعض العوام يسوق لك أحاديث ما تدري من أين جاءت؟ نعم، وقد سمع حديثاً حرفه وصحفه وأداه على فهمه يفهم من الحديث شيء ثم يعبر عنه، وهو ليس من أهل العلم، مثل هذا يَضيع ويُضيع، فالرواية بالمعنى وإن أجازها جمهور أهل العلم إلا أنها لها شروط: