أحسن الله إليكم:

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة عن عطاء بن السائب قال: "كان أبو عبد الرحمن يكره أن يسأل وهو يمشي".

من أبو عبد الرحمن؟ هذه كنية أكثر من واحد من الصحابة، نعم، الغالب إذا أطلق أنه ينصرف إلى ابن مسعود.

يقول: "كان أبو عبد الرحمن يكره أن يسأل وهو يمشي" يكره أن يسأل وهو يمشي، كراهة تنزيه، لا شك أن كون الإنسان يعلم ويفتي وهو على أكمل هيئة، ذلك المطلوب، لكن إذا احتيج إلى الفتوى وهو قائم وهو قاعد وهو مضطجع وهو يمشي لا بأس -إن شاء الله تعالى- {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} [(191) سورة آل عمران]، {يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} فإذا كان هذا في الذكر فالفتوى من باب أولى، نعم.

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن عن عبد الله بن المبارك عن رياح بن زيد عن رجل عن ابن منبه قال: "إن للعلم طغياناً كطغيان المال".

هذا الخبر عن وهب بن منبه وهو منقطع أيضاً، بل فيه راوي مجهول، ضعيف الخبر، لكن معناه في الواقع ما يشهد له، في الواقع ما يشهد له "إن للعلم طغياناً كطغيان المال": نعم {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [(6 - 7) سورة العلق] وبعض الناس يطغى إذا حصل شيئاً من العلم، وذكره الناس فيه، تجدون بعض من ينتسب إلى العلم حياته وعيشته وطريقته وتعامله مع الناس مثل التجار بل مثل الملوك، يحتقر بعض الناس ويزدريهم وينهر بعض الناس، حياته لا تختلف كثيراً عن حياة أرباب الدنيا، لكن عالم الآخرة ليس كذلك، العالم الذي يريد بعلمه وجه الله والدار الآخرة ليس كذلك، لا يطغى لأنه .. ، وإذا رأى أنه علم، إذا رأى أنه علم فقد جهل، كمن رأى أنه استغنى فقط طغى، والله المستعان.

فعلى العالم وطالب العلم أن يتواضع بعلمه، والعلم الذي لا يدل على التواضع هذا ليس بعلم، نعم.

طالب: أحسن الله إليكم:

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا معن بن عيسى قال: حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن واثلة -رضي الله تعالى عنه- قال: "إذا حدثناكم بالحديث على معناه فحسبكم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015