هنا يقول: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: "عالمكم جاهل": يعني نسبي –بالنسبة- عالمكم جاهل؛ لأن هذه الأمور، العلم والجهل، والعبادة، والزهد وغيرهن، يعني زيادة ونقصاً أمور نسبية، أمور نسبية، يعني تصور أن العالم في هذا الوقت مثل العالم قبل قبل خمسمائة سنة أو ستمائة؟ لا، لا لا، يعني حتى من يقال له: حافظ في هذه الأوقات يعني لا يساوي شيء بالنسبة لحفاظ الصدر الأول، فالعالم بالنسبة لأولئك جاهل، يعني تجد العامي في عصر السلف عنده من العلم ما هو أفضل من علم كثير من علماء هذا الوقت، "عالمكم جاهل": لأنها أمور نسبية.
وجاء شخص من الجمهوريات بعد سقوط الشيوعية نائب مفتي، نائب مفتي في جمهورية من الجمهوريات، أيش تتصورون عنده من العلوم؟ ما عنده شيء، يسأل عن أمور بدهية، يسأل عن أمور في الوضوء والصلاة، ... نائب مفتي!
أمور نسبية احنا في هذه البلاد نعيش -ولله الحمد- صحوة علمية عارمة -ولله الحمد- على الجادة من القرآن والسنة، لكن في غيرها من البلدان عندهم جهل، جهل مطبق، بعد تيسر الأسباب وانتقال العلم بواسطة هذه الوسائل بدأت العلوم تصل إلى أقاصي الأرض، والدروس -ولله الحمد- دروس المشايخ الكبار والمتوسطين حتى الصغار تصل إلى أقصى المشرق وأقصى المغرب، وإشكالاتهم وأسئلتهم تصل إلينا، ويختبر بعضهم هناك ويجد عندهم خير كثير، ممن تحصل علماً، وهذه نعمة ولله الحمد.
"عالمكم جاهل وزاهدكم راغب": يعني عندنا الزاهد نعم الذي يترك الدنيا لكنه قلبه قد يكون متعلق بها، لكن هناك إذا زهد الإنسان خلاص قلبه قالب، نعم، هذا زاهدكم راغب بالنسبة لزاهدهم.
"وعابدكم مقصر": يعني لو نجد شخصاً يجلس بعد كل صلاة مثلاً نصف صلاة قلنا: هذا وين، هذا راهب ذا، هذا عابد هذا، وين؟ ويمكن أنه بعد يظلم نفسه شيء عظيم، بينما لو قراناه بعباد مضوا في الصدر الأول لا شيء، وأخبارهم يعجز الإنسان عن بيانها، نعم.