يقول: سمعت أبا جعفر يذكر عن الربيع بن أنس قال: "مكتوب في الكتاب الأول": يعني في الكتب المتقدمة: ابن آدم علم مجاناً كما عُلمت مجاناً": وقد يكون مكتوب في اللوح المحفوظ كما يقرر بعضهم، على كل حال التعليم مجاناً كما تعلم الإنسان هو الأفضل، وأما أخذ الأجرة على التعليم وعلى التحديث، وعلى قراءة القرآن وإقرائه هذه مسألة مختلف فيها بين أهل العلم، لكن جاء في الحديث الصحيح: ((إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله))، فإذا جاء أخذ الأجرة على كتاب الله -جل وعلا- وعلى تعليمه فمن باب أولى غيره من العلوم، ومن أهل العلم من يتورع من أخذ الأجرة على تعليم العلم الشرعي، ويأخذ الأجرة على غيره، يعلم الكتاب والسنة مجاناً، لكن يعلم التواريخ، يعلم الأدب يعلم العربية، يعلم غيرها من العلوم بالأجرة، فيتورع عن أن يعلم ما يبتغى به وجه الله يعلمه بالأجرة، وعلى كل حال المقرر عند أهل العلم أن التعليم بالأجرة لا سيما إذا لم يكن له مصدر ولا كسب يكفيه ويكفي أولاده، أنه يفرض له من بيت المال ولا شيء في ذلك، نعم.

طالب: أحسن الله إليكم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن مجاهد قال: "ذهب العلماء فلم يبق إلا المتكلمون، وما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم".

يقول مجاهد: "ذهب العلماء فلم يبق إلا المتكلمون": نعم الكلام كثير، لكن هل الكلام هو العلم؟ لا، ما أكثر الكلام الذي لا ينفع ولا يفيد، لكن العلم ما يفيد.

"ذهب العلم فلم يبق إلا المتكلمون": أهل الكلام الكثير تشقيق الكلام تفريع المسائل نعم، "وما المجتهد فيكم": يعني بالنسبة لمن قبلكم "إلا كاللاعب": المجتهد كاللاعب إذنً ما حال اللاعب؟ وإذا كان هذا يقوله في عصر التابعين في القرون المفضلة، فكيف لو رأى أزمان جاءت بعده؟ أزمان جاءت بعده تقضى على أحسن الوجوه بما لا خير فيه ولا فائدة، فضلاً عن كونها تقضى الأزمان والأوقات وتفنى الأعمار فيما لا يرضي الله -جل وعلا- والله المستعان! نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: "عالمكم جاهل وزاهدكم راغب وعابدكم مقصر".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015