"ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله -وجلس وهو غضبان-: يأيها الناس اتقوا الله فمن علم منكم شيئاً فليقل بما يعلم": نعم، قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، من عنده شيء من العلم يقوله به، من لا علم عنده يمسك، "ومن لا يعلم فليقل: الله أعلم": يكل العلم إلى عالمه ويرده إلى مصدره، "فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم": هو أعلم، هو أسلم وأحكم، أن يقول: الله أعلم، قد يقول قائل: كلمة الله أعلم كل يتقنها ويستطيعها إذن ليست بعلم، نقول: هي علم، ولو لم تكن إلا علم الإنسان بقدر نفسه فهي علم، ولو لم يكن من ذلك إلا حرص الإنسان على سلامة نفسه فهي أسلم، والحكيم الذي يسعى لخلاص نفسه، ولذا يقرر أهل العلم أن المفتي يكون حرصه على خلاص نفسه، أشد من حرصه على خلاص المستفتي.
"فإن الله تعالى قال لنبيه -عليه السلام-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} ": إنما يريد الأجر والثواب من الله -جل وعلا-، {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [(86) سورة ص] ": جاءني علم، جاءني شيء عن الله -جل وعلا- بلغته، والذي لم يأت لا أتكلفه، وهكذا ينبغي للعالم وطالب العلم إن كان عنده علم متأكد منه محقق، يفتي به وإلا يقول: الله أعلم، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت أبا جعفر يذكر عن الربيع بن أنس قال: "مكتوب في الكتاب الأول: ابن آدم علم مجاناً كما عُلمت مجاناً".
هنا يقول: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت أبا جعفر: الرازي، عيسى بن ماهان؟
طالب: ابن أبي عيسى.
هاه؟
طالب: عيسى بن أبي عيسى.
هو، هو؟
طالب: أبو عيسى اسمه عبد الله.
هو أبو جعفر الرازي نعم، لكنه ضعيف عند أهل العلم، هو هو؟
طالب: هذا الثاني أبو جعفر. . . . . . . . .
إيه صحيح، صحيح معروف.