حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال: "كنا عند عبد الله جلوساً وهو مضطجع بيننا نراه، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إن قاصاً عند أبواب كندة يزعم أن آية الدخان تجئ فتأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله -وجلس وهو غضبان-: يأيها الناس اتقوا الله فمن علم منكم شيئاً فليقل بما يعلم، ومن لا يعلم فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله تعالى قال لنبيه -عليه السلام-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [(86) سورة ص] ".

نعم، وهذا من ابن مسعود -رضي الله عنه- توجيه للعلماء وطلاب العلم ألا يتكلفوا ما لا علم لهم به؛ لأن بعض الناس إذا سئل يحاول يعصر ذهنه ويتمحل ويتكلف لا بد أن يجيب، لا، لا الأمر أهون من ذلك، ما تعرف، قل: الله أعلم، ما أنت مكلف.

فهذا مثال، أن قاصاً -القصاص الوعاظ- الوعاظ وهم في الغالب عمدتهم على القصص والأخبار والحكايات، ويغفلون عن نصوص الكتاب والسنة؛ لأنها معروفة لدى الخاص والعام فلا تجذب الناس، لكن بالحكايات والقصص والأخبار ينبسط الناس ويجتمعون، يطربون لذكر القصص.

فهذا القاص يزعم أن آية الدخان المشار إليها في سورة الدخان، نعم {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} [(10) سورة الدخان]، هذا الدخان يجيء فيأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين، وعلى الخلاف بين أهل العلم هل هو حصل أو ما حصل؟ والمسألة معروفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015