هذا علي بن الحسين زين العابدين بن علي بن أبي طالب، يقول لمسعود بن مالك: "تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير؟ قلت: وما حاجتك إليه": ماذا تريد منه؟ يريد أن يسأله عن أمور يتهم أهل البيت فيها أن عندهم علماً خصهم النبي -عليه الصلاة والسلام- به دون غيرهم، وهم ما عندهم علم، ما خصهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بشيء أبداً، كما جاء عن علي لما سئل قال: ما عندنا شيء، أبداً، إلا ما استثني أيش عندهم؟ يحفظ ما عندهم؟ ما عندنا إلا ....
طالب: إلا ما في هذه الصحيفة.
إيه ما عندهم إلا الصحيفة التي يروونها عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وهي متاحة لهم ولغيرهم، ما عند أهل البيت شيء يستقلون به، وأما ما وضع عليهم وكذب عليهم، وافتري عليهم وادعي فيهم، هذا لا أساس له، بل هو من وضع الأتباع.
يقول: "قلت: وما حاجتك إليه؟ قال: أشياء أريد أن أسأله عنها، إن الناس يأبنوننا بما ليس عندنا": يتهموننا بأن عندنا علماً غير، يعني أنهم مخصوصون بعلم لم يصل إلى الناس، والذي يتهم بالعلم، يتهم بالعلم، لا شك أنه يتعرض لمسألة الناس، يتعرض لسؤال الناس، فعليه أن يسعى لتكميل نفسه؛ خشية أن يسأل أسئلة يحرج فيها، لا يجد لها جواباً، وهذا يريد أن يجتمع، وزين العابدين إمام من أئمة المسلمين معروف يريد أن يجتمع بسعيد بن جبير ليسأله عن بعض المسائل التي يخشى أن تطرح عليه، نعم بعض الناس يكون في موقع، أو يكون له ذكر بين الناس، بعض الناس يكون ذكره أعظم من واقعه، فمثل هذا يحرج إذا سئل عن مسائل مشكلة، مثل هذا يتعرض لإحراج، فعليه أن يسعى لتكميل نفسه، وهذا لما كان من أهل البيت، نعم، يتصور الناس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- خصهم بشيء لا يوجد عندهم، فهو يحاول أن يكمل نفسه بحيث إذا سئل يجيب، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد أن عمر -رضي الله تعالى عنه- نهى عن المكايلة يعني المقايسة".