هنا يقول: لو أن علم عمر بن الخطاب وضع في كفة الميزان ووضع علم الأرض في كفة لرجح علم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-": عمر بن الخطاب صدرت الأمة منذ أربعة عشر قرناً من بعض اجتهاداته، ويكفينا أنه الخليفة الراشد الذي أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- باتباع سنته: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي))، ((اقتدوا باللذين من بعدي)) نعم.
طالب: أحسن الله إليكم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: "إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم".
وهذا أيضاً بين فيه ابن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه- منزلة عمر في العلم ومتانته وأصالته، ولا يعني هذا أنه أفضل من أبي بكر -رضي الله عنه-؛ لأن بعض الناس يسمع هذه الأمور ويظن فيها إزراء لأبي بكر، لا، لو وضع إيمان أبي بكر في كفة لرجح بإيمان الأمة، والمعول على القلب، لكن الذي نقل عن عمر في كثير من القضايا أكثر مما نقل عن أبي بكر؛ لأن عمر طالت مدة خلافته، واحتاج الناس على ما عنده بخلاف أبي بكر لم تطل مدة خلافته فلم يحتاج الناس، ما استطاع أن ينشر من العلم مثل ما نشره عمر في عشر سنين، فإيمان أبي بكر هو الذي رفعه وجعله أفضل الأمة بعد نبيها، فننتبه لمثل هذا؛ لأن بعض النصوص، وبعض من يكتب في التراجم يذكر أوصاف وأمور لعمر قد يقر في قلب الإنسان شيء يجعله أفضل، لا ما هو بصحيح، لا، إذا قارنا عمر بأبي بكر صار شبه لا شيء، فلو وزن، إيمان أبي بكر لو وزن بإيمان الأمة لرجح، ويليه في الفضل عمر -رضي الله عنه- ثم عثمان ثم علي.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد في قوله: {أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [(59) سورة النساء] قال: "أولي الفقه والعلم".
{أَطِيعُواْ اللهَ}: هذا هو الأصل، {وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}: فطاعة ولاة الأمور واجبة على خلاف بين أهل العلم في المراد بولي الأمر في هذه الآية وفي حديث ((الدين النصيحة))، ولاة الأمر هم أئمة المسلمين، وكما اختلف في ولاة الأمر هنا هل هم الولاة الذين هم الأمراء والحكام، أو هم العلماء؟