الحديث الذي يليه: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه قال: قال ابن عباس: "أتدرون ما ذهاب العلم من الأرض؟ قال: قلنا: لا، قال: أن يذهب العلماء": هذا الحديث موقوف على ابن عباس وفي معناه الحديث الصحيح المتفق عليه: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، بل يقبض العلم بقبض العلماء)) بقبض العلماء، إنما يذهب العلم بذهاب العلماء، فإذا ذهب الأخيار فالخير أدبر، إذا ذهب العلماء انتهى العلم؛ لأنه لا علم إلا من طريقهم؛ لأن العلم في بطون الكتب، لكن هل بطون الكتب تنطق، هل بذاتها تدخل في قلوب الرجال؟ لا، إنما يثيرها العلماء من بطون الكتب، يثيرها العلماء من بطون الكتب، والمسألة مفترضة في ذهاب أهل العلم ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) هذا متى؟ هذا إذا ذهب العلماء، ذهب العلماء، وأنتم أدركتم شيئاً من هذا النموذج، وإن كان العلم موجود وأهل العلم موجودون، لكن توفي بعض العلماء الذين يشار إليهم بالبنان من كبار علماء الأمة، ثم بعد ذلك انفتح المجال لغيرهم لمن يفتون خلال الوسائل والقنوات والصحف والمجلات، نعم، وكثير منهم ليس بأهل لأن يفتي، ويبقى أن عندنا -ولله الحمد- من أهل العلم والعمل من تقوم بهم الحجة، ويحفظ الله بهم الدين، موجودون، لكن انفتح الباب على مصراعيه، وتعددت الوسائل، وأتيحت الفرص لغير أهل العلم، فصاروا يفتون الناس بغير علم، والله المستعان، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن العلاء عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، وكل بدعة ضلالة".