نعم هذا من كلام عبد الله ابن مسعود موقوفاً عليه: "اتبعوا ولا تبتدعوا": "اتبعوا": شرط لصحة كل عبادة أن تكون متبعاً فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- فالإخلاص هو الشرط الأول، والمتابعة للنبي -عليه الصلاة والسلام- هو الشرط الثاني، {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [(2) سورة الملك]، قال الفضيل بن عياض: "أحسن العمل أخلصه وأصوبه، قيل يا أبا علي: ما أخلصه وما أصوبه؟ قال: إذا كان العمل صواباً غير خالص لم يقبل، وإذا كان خالصاً ليس بصواب -على السنة- لم يقبل" فلا بد من الاتباع، وكل بدعة ضلالة.
"اتبعوا ولا تبتدعوا": لا تحدثوا في الدين ما لم يسبق له مشروعية من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
"اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم": نعم الإسلام دين ليس بحاجة إلى ترويج مروج وإلا مزيد وإلا نقص، لا، لا يقبل.
الدين كامل وشامل ومحفوظ من الزيادة والنقصان، فليس بحاجة إلى بدع تلصق به، أو إلى أخبار تلحق به، فكفينا هذا الأمر، فعلينا أن نستثير ما في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- من علم ويكفينا هذا، وفيه غنية، ومن لم يكفه القرآن والسنة فلا كفاه الله، من لم يهتد بالقرآن، فلا هداه الله، نعم.
"وكل بدعة ضلالة": جاءت في الحديث الصحيح ((كل بدعة ضلالة))، وجاء أيضاً في السنن: ((وكل ضلالة في النار))، كل بدعة ضلالة، كل شيء مبتدع في الدين لم يسبق له شرعية من الكتاب والسنة فهو ضلالة، وهذا فيه رد على من يقسم البدع إلى محمودة ومذمومة، بدع حسنة، وبدع سيئة، بل منهم من قال: إن من البدع ما هي بدع واجبة، ومنها ما هي بدع مستحبة، ولكن يرده عموم هذا الحديث ((وكل بدعة ضلالة)).
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك.