يعني مثل هذا الكتاب ومثل الزاد ومثل دليل الطالب، شرحنا في مناسبات كيفية الإفادة من هذه المختصرات يعني طالب العلم، نعم الذي عنده فضل حافظة ما يكلفه الحفظ، يعني كون الإنسان إذا سئل أجاب بقول أهل العلم بعبارة أهل العلم تسمعون الذين يفتون، هل يستوي من يفتي بعبارة العلماء وبين من يفتي بعبارات إنشائية، يستوي هذا وهذا؟ لا يستوي هذا وهذا، فضلاً عن كون الطريقة التي نشرحها، ونوصي الإخوان بها في التفقه على هذه المختصرات أن يكون هذا المختصر، ونوصي بالزاد لأنه أجمع مسائل، وأكثر مسائل رغم أهمية هذا الكتاب، يأتي إلى الكتاب فيجعله خطة بحث، يبدأ بالكتاب، المسألة الأولى، يتصور هذه المسألة تصور دقيق، ويعرض تصوره على ما في الشروح، ليوافق هل تصوره صحيح، أو ليس بصحيح؟ أهم شيء يتصور المسألة، ثم يبحث عن دليل المسألة في الشروح، ويتأكد منها في كتب السنة؛ لأن الشروح، كتب الفقهاء قد ينقلون اللفظ المرجوح ويتركون اللفظ الراجح، وقد ينزلون في العزو يخرجون من البيهقي والدارقطني والحديث في الصحيح، فيتأكد من دليل هذه المسألة في المراجع الأصلية، يعني يتصور المسألة، ثم يعرف دليل المسألة، ثم بعد ذلك ينظر من وافق المؤلف على القول بهذا القول، ثم بعد ذلكم ينظر من خالف، ودليل المخالف، ثم يوازن بين الأدلة إذا كانت لديه أهلية الموازنة والنظر، وحينئذ يعمل بالراجح، حينما نقول: على طالب العلم أن يعنى بالمتون الفقهية، ليس معنى هذا أن هذه المتون دساتير، لا يحاد عنها، دساتير ملزمة لا يجوز الخروج عليها، لا، نقول: هذه أقوال بشر؛ لكنها في الجملة معتمدة على نصوص، قد يوجد فيها قول مرجوح، وأنت ما أنت ملزم باتباع القول المرجوح، إن كان هذا القول الراجح من خلال الدليل فبها ونعمت، وإن كان مرجوح اعمل بالراجح واترك المرجوح، بهذه الطريقة إذا انتهى الإنسان من كتاب كامل لا شك أنه يتصور العلم تصوراً لا أقول كاملاً إنما أغلبياً، وهذه طريقة مجربة وناجحة، فطالب العلم عليه أن يعنى بهذا الأمر فإذا تفقه على هذه الطريقة، وصار له يد، وله تعامل مع كتاب الله، وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وأقوال أهل العلم، والإطلاع على مذاهب فقهاء الأمصار،