بعد أن يحصل ما يكفيه من العلوم الأخرى، من علوم الآلة، تخرج عالم -إن شاء الله تعالى-، نعم هذا الطريقة متبعة؛ لكنها طريقة أحسن من التخبط، بعض الناس يقول: تفقه من الكتاب والسنة، أصلاً الكتاب والسنة ما فيه أحد يختلف في أن ما عندنا مصادر تشريعية إلا الكتاب والسنة؛ لكن كيف تتفقه وأنت مبتدئ، طالب مبتدئ؟ كيف تتفقه من الكتاب والسنة؟ الكتاب والسنة فيها الناسخ وفيها المنسوخ، ومتى تطلع على الناسخ؟ ومتى تشوف هل هذا منسوخ أو لا؟ أنت ملزم بفهم السلف، كيف يطالب بالتفقه من الكتاب والسنة من يقرأ في كتاب السنة باب الأمر بقتل الكلاب، ثم يخرج مسدسه فما رآه من كلب أفرغ فيه الرصاص، ثم من الغد درس بكرة، باب: نسخ الأمر بقتل الكلاب، أيش يسوي هذا؟ كيف يتفقه من الكتاب والسنة من يفهم هذا الفهم.
أقول: ((لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار)) يعني الحائض تصلي، والناس يقولون: ما تصلي الحائض، أيش لون؟ ((لا يقبل صلاة حائض)) يعني لا بد تصلي الحائض، مثل هذا يقول له تفقه من الكتاب والسنة؟ أدرس كتب أهل العلم، وتأدب بأدب أهل العلم، وأفهم فهم أهل العلم، ثم بعد ذلك الأصل الكتاب والسنة ومعتمد أهل العلم على الكتاب والسنة، نعود ونكرر أن هذه الكتب التي هي من تأليف البشر لا تسلم من أقوال مرجوحة؛ لكنها بالطريقة التي شرحناها والاستدلال لمسائلهم، والنظر في أقوال المخالفين، وأدلتهم يتبين بإذن الله الراجح والمرجوح مع الاهتمام بفتاوى العلماء الموثوقين المعاصرين؛ لأن فيها من المسائل والنوازل الجديدة ما لا يوجد في كتب المتقدمين، وأيضاً صيغت وكتبت بلهجة العصر، يفهمه الناس كلهم؛ لكنه تخريج طالب علم لا بد أن يكون على المتون، لا بد أن يكون على الجادة، جادة أهل العلم.
يقول: ما رأيكم بأحكام الحافظ ابن حجر على الأحاديث؟
الحافظ ابن حجر إمام من أئمة هذا الشأن، وله إطلاع واسع، ومعرفة وخبرة ودربة؛ لكنه ليس بمعصوم، هو كغيره، يخطئ ويصيب؛ لكن الإصابة غالبة.
يقول: من الولي الذي يصوم عنه؟
من يتبرع، يصوم عنه من يتبرع من ولده ووالده وأخيه، وما أشبه ذلك، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.