أبوا أن ينتهوا)) يقال: إن مثل هذا لا يؤخذ منه الجواز، وإنما يكون من باب التعزير، من باب التعزير، منعهم من الأكل والشرب في ليالي رمضان تعزيرا لهم، لكن لما واصل بهم النبي - عليه الصلاة والسلام - يوما ثم يوما لو أكل بعضهم، هل يكون عاصيا أو غير عاصي؟ فلما أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم راو الهلال، وقال: ((لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم حين أبو أن ينتهوا))، يعني: لو أكل بعضهم خفية يكون عاصي وإلا غير عاصي؟ إذا قلنا أنه من باب التعزير منكل لهم يعني معزر لهم، هل يجوز لغيرهم أن يأكل؟ لأحد منهم أن يأكل خفية أو يكون المقصود من هذا التنكيل عدم الوصال وقد فعل، من هذا الذي أكل؟ فلو أكل ما عليه شيء؛ لأنه رجع إلى الأمر المقرر شرعا لكن أولئك الذين عندهم شيء من الحرص على العبادة وواصل بهم ولم يأكلوا من خلفه -عليه الصلاة والسلام- لأنهم عند هم من الحرص أكثر من المطلوب شرعا، ولذلك نكل بهم النبي - عليه الصلاة والسلام - وعزرهم بوصال أيام متواصلة متتابعة لكي يرجعوا من أنفسهم، قالوا: إنك تواصل يا رسول الله، قال: ((إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني)).