الرواية التي فيها أنه سأل الثلاثة، "ورقِيت الدرجة فدخلت البيت فقلت: أين صلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: ها هنا، ونسيت أن أسألهم"، قالوا، فقلت: قالوا، والمعروف أنه سأل بلال فقط؛ لأنه خرج على إثر النبي -عليه الصلاة والسلام-، قالوا: ها هنا، قال: ونسيت أن أسألهم -يعني الثلاثة- كم صلى؟.

هنا يقول الشارح -رحمه الله-: هكذا وقعت هذه الرواية هنا، وظاهره أن ابن عمر سأل بلالاً وأسامة وعثمان جميعهم، قال القاضي عياض: ولكن أهل الحديث وهنوا هذه الرواية، فقال الدارقطني: وهم ابن عونٍ هنا وخالفه غيره فأسندوه عن بلالٍ وحده، قال القاضي: وهذا هو الذي ذكره مسلم في باقي الطرق، فسألتُ بلالاً، فقال: إلا أنه وقع في رواية حرملة عن ابن وهبٍ فأخبرني بلالٌ وعثمانُ بن طلحة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في جوف الكعبة، هكذا هو عند عامة شيوخنا، وفي بعض النسخ: وعثمان بن أبي طلحة قال: وهذا يعضد رواية ابن عون، والمشهور إنفراد بلال برواية ذلك، والله أعلم، يعني أكثر الرواة على أنه لم يسأل سوى بلال.

يقول: ما المراد ((بنهرٍ من أنهار الجنة)) يعني ما جاء في الأنهار الأربعة، وأنها من أنهار الجنة؟

بعضهم يقول: إن مادتها تنبع منها، من الجنة، وبعضهم يقول: هذا بيانٌ لفضلها ومزيتها من غير أن يكون هناك ارتباط بالمعدن الذي هو الأصل من الجنة، وعلى كل حال مثل هذه التي لم يرد فيها حثٌ على عملِ أدنى شيء بالنسبة لها، تبقى أنها مجرد مدح ولا يترتب عليها عمل.

هل يجوز عدم الحج بعد البلوغ؟

لا شك أن الحج في القول المرجح أنه يجب على الفور، فمن أخره لغير عذر أثم، وكثيرٌ من أهل العلم يرون أنه على التراخي، فلا يأثم عندهم؛ لكن الأمر بالاستعجال ثابت.

يقول: أليس أبو بكر أفضل الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلمَ لم يأخذه معه النبي -عليه الصلاة والسلام- داخل البيت، وقدم عليه بلال وأسامة، وعندها يكون التقديم للأفضلية، وليس للنسب أيضاً؟

لئلا يلحظ التقديم في النسب لم يأخذ أبا بكر ولا عمر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- الجيش الذي أوصى به قبيل وفاته تحت إمرة أسامة بن زيد كان فيه أبو بكر وعمر.

طالب:. . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015