ثم قلت: الصلاة يا رسول الله: كأنه خشي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- نسي الصلاة، أو كأنه فهم أنه توضأ للصلاة ثم نسيها، فأراد أن يذكره، ثم قلت: الصلاة يا رسول الله، فقال: ((الصلاة أمامك)): يعني بجمع بمزدلفة.
فركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتى المزدلفة فصلى، ثم ردف الفضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ردف الفضل في انصرافه من مزدلفة إلى منى.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا توضأ، توضأ للصلاة، نعم.
طالب:. . . . . . . . .
يعني توضأ وضوء خفيف ليس على عادته -عليه الصلاة والسلام-.
ثم ردف الفضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غداة جمع، قال كريب فأخبرني عبد الله بن عباس عن الفضل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة: يعني حتى وصل، ومقتضى هذا أنه قطع التلبية قبل الرمي، ويعارضه ما سيأتي من روايات.
يقول: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم كلاهما عن عيسى بن يونس، قال ابن خشرم: أخبرنا عيسى عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء قال: أخبرني ابن عباس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أردف الفضل من جمع، قال: فأخبرني ابن عباس أن الفضل أخبره، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة: هناك حتى بلغ الجمرة، ومقتضاه أنه قطع التلبية قبل الرمي، ومقتضى الرواية الثانية حتى رمى جمرة العقبة، أنه فرغ من رميها وهو يلبي.
أولاً: إذا أحرم بالحج ولبى به، يستمر يلبي يوم التروية بعد إحرامه، وليلة عرفة، ويخرجون إلى عرفة، ومنهم الملبي ومنهم المكبر، ومن أهل العلم من يرى أن التلبية تقطع بعد صلاة الصبح من يوم عرفة، ومنهم من يرى أن التلبية تقطع للوقوف، يعني بعد صلاة الظهر والعصر جمع تقديم، ثم إذا بدأ بالوقوف قطع التلبية، ولذا سيأتي في قول ابن مسعود: "سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يلبي في هذا المكان"، يعني بمزدلفة؛ يريد أن يرد هذا الكلام.
انتهينا ممن يقول: تقطع التلبية فجر عرفة، أو مع الشروع في الوقوف، من يرى أن التلبية تستمر -وهم جماهير أهل العلم- إلى جمرة العقبة، فهل يقطع التلبية قبل البدء بالرمي أو بعد الفراغ منه؟