وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو الأحوص عن حصين عن كثير بن مدرك عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله ونحن بجمع: "سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام: ((لبيك اللهم لبيك)).
وحدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين عن كثير بن مدرك الأشجعي عن عبد الرحمن بن يزيد أن عبد الله لبى حين أفاض من جمع، فقيل: أعرابي هذا؟ فقال عبد الله: "أنسي الناس أم ضلوا؟! سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان: ((لبيك اللهم لبيك)).
وحدثناه حسن الحلواني قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا سفيان عن حصين بهذا الإسناد.
وحدثنيه يوسف بن حماد المعني قال: حدثنا زياد -يعني البكائي- عن حصين عن كثير بن مدرك الأشجعي عن عبد الرحمن بن يزيد والأسود بن يزيد قالا: "سمعنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول بجمع: "سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة هاهنا يقول: ((لبيك اللهم لبيك))، ثم لبى ولبينا معه".
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل ح وحدثنا يحيى بن يحيى، واللفظ له: هذه طريقة الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- يبين صاحب اللفظ، لكن لو لم يبين صاحب اللفظ فالذي يغلب على الظن أنهم يتفقون في اللفظ، إلا إذا أعاد واحداً من الجماعة.
والبخاري يروي عن أكثر من واحد ولا يبين صاحب اللفظ، لا يذكر صاحب اللفظ، واللفظ لفلان، وابن حجر يقول: "ظهر بالاستقراء أنه إذا روى الحديث عن اثنين فاللفظ للآخر منهما".
قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد: حب النبي -عليه الصلاة والسلام- وابن حبه.
قال: "ردفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عرفات": يعني في انصرافه من عرفات إلى جمع، فلما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ فبال، ثم جاء فصببت عليه الوضوء: الماء الذي يتوضأ به، فتوضأ –عليه الصلاة والسلام- وضوءاً خفيفاً: ليس على عادته، وكأنه توضأ مرة مرة، أو خفف الوضوء؛ لأنه لا يريده لعبادة، ولذا لما أراده للصلاة أسبغ الوضوء، وبهذا الوضوء الخفيف يخفف الحدث.