الرواية الأولى حتى بلغ الجمرة، وهذا قول الأكثر -أنه إذا بدأ بالرمي قطع التلبية- وعند الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أنه لا يزال يلبي وهو يرمي الجمرة، ويستدل له بالرواية الأخرى: "لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة"، والأصل في الفعل الماضي الفراغ من المفعول، الفراغ؛ لأن الفعل الماضي يطلق ويراد منه الفراغ، وهذا هو الأصل؛ لأن الفعل حصل في الزمان الماضي، ولذلك سمي ماضي، رمى وانتهى، قام: استتم قائماً، ذهب: انصرف، وهكذا، لكن قد يطلق الفعل ويراد به الشروع فيه، وقد يطلق الفعل ويراد به إرادة الفعل.
((إذا كبر فكبروا)): يعني إذا فرغ من التكبير كبروا، هذا الأصل، ((إذا كبر فكبروا))، هذا على الأصل، إذا فرغ من التكبير، لكن ((إذا ركع فاركعوا)): إذا فرغ من الركوع نركع؟ أو إذا شرع فيه؟
إذا شرع فيه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} [(98) سورة النحل]، {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} [(6) سورة المائدة]، يعني إذا أردت القراءة وأردت القيام إلى الصلاة، فالفعل الماضي يطلق ويراد به الفراغ منه، كما هو الأصل، ويطلق ويراد به الشروع، ويطلق ويراد به إرادة الفعل، وهنا يحمل على الشروع؛ لتلتئم الروايات، فتقطع التلبية قبل الرمي، مجرد ما يبلغ الجمرة وقبل أن يباشر الرمي يقطع التلبية، فعلى هذا التلبية مقترنة بأيش؟ برمي الجمرة.
لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة: يعني نفترض أن شخصاً نزل من جمع إلى البيت، وطاف طواف الإفاضة، وسعى، وحلق شعره، ولبس ثيابه، لا يزال يلبي وعليه ثيابه حتى يرمي جمرة العقبة إذا أخر الرمي؟
طالب: ما يفهم منه أنه أول ما يبدأ بأعمال التحلل ينقطع ... ؟
مفهوم يا إخوان، وإلا ما هو بمفهوم الكلام؟
يعني هذا شخص نزل من مزدلفة إلى البيت، ما مر بمنى ولا رمى الجمرة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة، هل نقول: يستمر هذا يلبي، يطوف ويسعى وهو يلبي، ويحلق شعره وهو يلبي، ويرجع إلى منى ليرمي وهو يلبي وعليه ثيابه، يلبي حتى يبلغ الجمرة، أو حتى يرمي الجمرة؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني الجمرة أو ما يقوم مقامها من أسباب التحلل، ولذا المعتمر متى يقطع التلبية؟
إذا رأى البيت، إذا رأى البيت.