وحدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا محمد بن بكر قال: أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد مثله، وقال: "إلا طوافاً واحداً، طوافه الأول".
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير: محمد بن مسلم بن تدرس المكي، المعروف بالتدليس، لكنه صرح بالسماع، أنه سمع جابر بن عبد الله: هنا صرح بالسماع، لكن لو لم يصرح بالسماع، والحديث في كتاب تلقته الأمة بالقبول -كهذا الكتاب- فلا كلام لأحد، ولو لم يصرح؛ فأحاديث المدلسين في الصحيحين محمولة -عند عامة أهل العلم- على الاتصال.
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "لم يطف النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحداً": المراد بهذا السعي، وإلا فالطواف بالبيت طاف النبي -عليه الصلاة والسلام- للقدوم، ثم سعى بعده سعي الحج، ثم طاف للإفاضة، ولم يسعَ بعده، إنما اكتفى بالسعي الأول، فالمفرد والقارن ليس عليه إلا سعي واحد.
المفرد ظاهر، ليس عليه إلا نسك واحد، فليس عليه إلا سعي واحد، لكن القارن الذي جمع في سفره بين حج وعمرة يكفيه سعي واحد، وصورة حجه مع عمرته المقرونة معه كحج المفرد سواءً بسواء، ولا يختلف الإفراد عن القران إلا بالنية والهدي فقط، وإلا صورة حج القارن مثل حج المفرد سواءً بسواءً، فإذا وصل إلى البيت طاف للقدوم، ثم سعى بعده، إن شاء، وهذا في حق المفرد والقارن، وطواف القدوم سنة، فإن شاء سعى بعده وكفاه عن السعي-سعي الحج- وإن شاء أخر السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة، ولا يكرر السعي.
والسعي ليس بعبادة مستقلة، نعم، يكثر السؤال في هذه الأيام في الأيام الأخيرة وفي وقت السعة عن السعي هل فيه أجر.
من أجل أيش؟ كثير من الناس .. رياضة، يسأل عن السعي، أقول: لا، السعي ما فيه أجر، إلا إذا كان في نسك حج أو عمرة، بخلاف الطواف.